القيم الانسانية وانعكاساتها على التقارب بين المذاهب والاديان للمجتمع العراقي
الملخص
إن القيم ظاهرة اجتماعية في كل المجتمعات الإنسانية رغم الاختلاف في التحضر والمدنية، وإن اختلفت هذه القيم من مجتمع إلى آخر ومن شخص إلى آخر داخل المجتمع نفسه، فهي تؤدي دورا رئيساً في ترابط وتماسك واستقرار المجتمع فضلا عن ذلك تعمل وتؤثر على تقارب المذاهب بل وحتى الاديان ونبذ كل ظواهر العنف والتطرف المقيت وعليه، فإن معرفة القيم ودراستها يساعد على فهم الفلسفة العامة لأي مجتمع من المجتمعات يتقاسم أفراده قيما معينة، يتداخل ويتفاعل فيها البعد الوطني والعالمي للتعايش مع الآخر على أساس الحق والعدالة والكرامة والاحترام المتبادل، ولن يتأتى هذا إلا عن طريق إدراك حقيقي للبعد القيمي للحقوق كمعايير تنظم العلاقة بين الحق والواجب بين الأفراد والجماعات، فيدركون أهمية العلاقة القائمة بينهم وبين منظومة القيم للمحافظة على هوية الأمة، وهذا ما يجعل المجتمع يؤدي وظيفته بشكل سليم. وان الإسلام جعل القيم والفضائل من الركائز والدعامات الأساسية التي أنبنى عليها، إذ إن العقيدة الصحيحة هي المصدر الأول للقيم الأخلاقية النبيلة، قال: سبحانه وتعالى فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (سورة الروم/30) وقال أيضا وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (سورة البينة/5). وقال الرسول إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق الإمام أحمد.