الشخصية العجائبية في لامية الشنفرى ودالية النابغة

انَّ العجائبي من المصطلحات التي لاقت رواجاً في الدرس النقدي الحديث، وقد تجلى في النتاجات الإبداعية، إذ لم يكن تراثنا العربي القديم ببعيدٍ عنه، لاسيما الشعر العربي القديم، ولاشك أنَّ الشخصيات التي وظفها الشاعر الجاهلي في نصوصه الإبداعية لها دور مهم في تسليط الضوء على رؤى الشاعر التي غالبا ما تعكس الواقع الاجتماعي أو السياسي، وقد استخدم الشاعر أساليب مختلفة تشكل انزياحاً عن الواقع نحو اللاواقع المدهش، إذ تبرز الشخصية العجائبية من خلال نمطين هما التحول والعبور اللذان يعبّر عنهما بوسيلتي الامتساخ وفوق الطبيعي حيث يولدان التردد والإدهاش لدى المتلقي من خلال الصور الذهنية التي يرسمها، إذ استطاع ان يعطي لشخصياته قوة تهيئه لتجاوز العالم الذي يعيش فيه وبناء عالمه الخاص، فالعجائبي إذن هو وسيلة للتعبير عن المكبوتات التي لا يستطيع الشاعر أن يفصح عنها ولاسيما وهو يعيش في مجتمع قبلي وبأمس الحاجة للقبيلة والانتماء لها وأي خروج عنها يهدد وجوده ضمن هذه المنظومة الاجتماعية.