موقف المستشرقين (جون جلوب- اميل درمنغم- بودلي- ارمسترونج) من السيدة عائشة (رضي الله عنها)
الملخص
إن من اصول الدين الاسلامي اعتقاد المسلمين بوجوب محبة النبي محمد () ومحبة آل بيته فقد أوصى النبي () بمحبتهم كما روى الأمام مسلم عن زيد بن الأرقم () أنه قال قام رسول الله () يوماً فينا خطيباً بما يدعى بمكان غدير خم بين مكة والمدينة واثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال أما بعد أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول فأجيب وانا تارك فيكم ثقلين اولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي".وفي آل بيته أزواجه أمهات المؤمنين الاطهار, وأعتقاد أنهن أمهات المؤمنين أزواج النبي (), إذ كانت قضايا المستشرقين من المسائل التي يدور حولها الجدل بين الفكر الاسلامي والاديان الاخرى والمطلع على كتاباتهم المطروحة والتي اعتمدوا فيها على مصادر ومناهج مدروسة, حيث ينسب هؤلاء إلى فرق ومدارس لكل منها هدف خاص بهِ لمعرفة الاسلام والمسلمين ولابد له ان يجد اموراً تسيء إلى الاسلام والمسلمين وتشوه الدين الاسلامي بشكل عام.ومع عورة كتابات المستشرقين وضخامتها إلا أنه يسهل ادخال السم في العسل بين كتاباته وقد يصعب اخراجه إلا بدقة وتمحيص ومن هنا كانت قضايا امهات المؤمنين في كتابات المستشرقين من اهم المسائل واعقدها خطورة.وكانت المنزلة العالية التي حظيت بها أم المؤمنين عائشة (<) من الشرف والقرابة من النبي () وشرف الصحبة التي نالتها ولصغر سنها وأنها وحدها البكر من بين زوجات النبي ().ولمكانتها وافضليتها اصطفاها النبي () على النساء وفضلها على نسائه فعن ابي موسى () قال: قال رسول الله () " كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا اسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وان فضل عائشة من النساء كفضل الثريد على سائر الطعام".وكان من أبرز مواقف المستشرقين من السيدة عائشة (<) ما جاء عن موقفهم من حادثة الإفك فقد استكثروا منه فلا نجد مستشرقاً كتب عن السيرة إلا وقد تطرق إلى حادثة الافك وكتبها بأسلوبه حيث تنوعت كتاباتهم في هذه الرواية وتنوعت غايتهم فقد بان موقفهم وحقدهم وتحريفهم لما جاء في كتب السيرة النبوية واظهروا خلاف ذلك.