جهود علماء الشام في التدريس والتعليم في مصر

لا نعرف قطرين اشتبكت بينهما أواصر الصداقة والتعاون مثل مصر والشام , فإن العلاقات كانت جد قوية بين أهليهما منذ أقدم عصور التاريخ , ولا عجب فمتاخمة الأرض للأرض قد سهَّلت الانتقال بينهما ووحَّدت بين عادات أهليهما وطبائعهما, وقد كانت مصر منذ فجر التاريخ تفتح أبواب دُورها ومؤسساتها لاستقبال الشاميين فتفيد من تجاربهم وذكائهم وحضارتهم، كما كان المصريون يفدون على الديار الشامية فيجدون فيها أهلًا ويحلون سهلًا ويتمتعون بما يتمتعون به في بلادهم, نشط علماء الشام في مجال التدريس والتعليم كثيرا في المدن المصرية وخاصة في مدينة القاهرة والاسكندرية والحواضر العلمية في مصر , لقد كانت مصر بيئة مناسبة وملائمة لتواجد الكثير من العلماء على ارضها ونشط الكثير منهم في التدوين والتعليم والتدريس , ولم تكن مصر بهذه الصورة لولا عناية ورعاية رجال الدولة وسلاطينها وخاصة في العصر المملوكي الذي نشطت فيه رحلات علماء الشام الى مصر وقد اختير للتدريس في المدارس الاسلامية في مصر العديد من العلماء والفقهاء وخاصة القضاة الشاميين الوافدين الى مصر وتم تعيين العديد منهم للتدريس في هذه المدارس المصرية .