أثر المرجعية في نقد عمر الطالب (النقد العربي القديم نموذجاً)
الملخص
يظهر مفهوم المرجعيات في الخطاب الأدبي والنقدي قديمه ومعاصره في كنف تشكيلة لغوية تستند على ذاكرة الناقد التي تمتلئ بالقراءات السابقة والخلفيات المعرفية المتشعبة، والتجارب المتنوعة وفق مبدأ العودة إلى استعمال المعارف والمدركات المتراكمة التي اختزنت في العقل النقدي وأفاد منها الناقد في لحظة الكتابة النقدية والإبداعية، بما يعكس ذاتية المبدع وتوجه الناقد المعرفي. وإذ ذاك يحتل مفهوم المرجعيات مكانة بارزة في مجال النقد الأدبي، بما يوفره من تأثير في توجيه المتلقي للمصادر والمنطلقات الفكرية والذاتية في السياق النصي، وهذا ما يجعل قضية المرجعيات كأنها ولادة طبيعية لنظرية التلقي والتأويل.من خلال هذه الرؤية تتناول هذه الدراسة المرجعيات النقدية في نقد عمر الطالب والتي يوفرها النقد العربي القديم؛ لبيان أثر هذه المرجعيات في توجهه النقدي وأسلوبه والكشف عن رؤيته النقدية من خلال تعاطيه مع النص النقدي العربي القديم في بلورة المناهج النقدية التي كتب فيها الطالب، فهو يؤصل لهذه المناهج من خلال العودة إلى التراث النقدي العربي والتفتيش في مصادره المؤسسة وينفض الغبار عن ملامح وإرهاصات لهذا المنهج أو ذاك، ويتوزع البحث على مدخل ومحورين وخاتمة تناول في المدخل مفهوم المرجعية في أصل وضعها اللغوي وفي الاصطلاح، ثم بيان أهميتها في النص، إذ عن طريقها يستطيع الباحث تحديد المنطلقات الفكرية والفنية والثقافية في صياغة النص . أما المحور الأول وقف البحث فيه على أثر المرجعيات النقدية في النقد الأدبي في نقد عمر الطالب وهو يكتب في المناهج النقدية التي بدأ الدارسون العرب تدوين تاريخ الأدب العربي من خلالها واقتصرنا على نوعين من هذه المناهج: التقسيم إلى مذاهب أدبية ، منهج الفنون والأغراض، أما المحور الثاني فقد وقف على أثر المرجعيات ذاتها في تناول الطالب المناهج النقدية التي وجدت وتطورت وأُصِّل لها النقد الغربي واخترنا منهجين هما : المنهج النفسي، المنهج البنيوي، بوصف أحدهما يمثل الاتجاه السياقي والآخر يمثل الاتجاه النصي، ثم خاتمة تحوي أبرز النتائج التي توصل إليها البحث.