الغزل في عصر الذكاء الاصطناعي بين الواقع والخيال"
الملخص
(( كلّ إنسان هو في طور التّحول ليصبح آلة، لا بل الأصح هو أنّ الآلة هي الّتي بصدد تطورها لتتحوّل إلى إنسان ))؛ هذا ما قاله الفيلسوف الفرنسي بول فاليري( paul valery) في دفاتره الشهيرة في بداية القرن التّاسع عشر، وقد مثّلت هذه المقولة أوّل طرح فعلي لإشكاليّة مستقبل الآلة في تعايشها مع الإنسان، وبذلك سجل هذا التّساؤل أولى الطروحات في مجال الذكاء الاصطناعي.تهدف هذه الورقة البحثيّة الّتي وسمناها بــــ( الغزل في عصر الذكاء الاصطناعي بين الواقع والخيال )، إلى كشف العلاقة بين الغزل والذكاء الاصطناعي، وتحديد الآثار المترتبة على هذه العلاقة على مستوى الشكل والمضمون؛ إذ يشهد عالمنا اليوم تطورات تكنولوجيّة هائلة، فبات الذكاء الاصطناعيّ يتغلغل في شتّى جوانب حياتنا، وهذا التّطور لم يقتصر على المجالات العلميّة والتقنيّة فحسب، بل امتدّ ليطال المجالات الإبداعيّة في جميع الفنون وبضمنها الأدب شعرًا كان أم نثرًا.ففي عصرنا الحالي، تتداخل التقنيّة بالواقع بشكل متزايد، فيجد أدب الغزل نفسه في مواجهة تحديّات جديدة وفرص غير مسبوقة، فبتطوّر الذكاء الاصطناعيّ قد تغيّرت قواعد اللّغة في العديد من المجالات، بما في ذلك الإبداع الأدبيّ.ففي هذا البحث الّذي ارتأينا أن نشتغل عليه (: الغزل في عصر الذكاء الاصطناعي بين الواقع والخيال )، يُطرح سؤال محوري هو: كيف يتفاعل أدب الغزل، هذا الجنس الأدبي العريق الذي يعبّر عن أرقى المشاعر الإنسانية، مع هذه التكنولوجيا المتقدمة؟ وما هي الآثار المترتبة على هذه العلاقة المعقدة؟ويعدّ هذا البحث محاولة للتنبؤ بمستقبل الشعر في عصر التكنولوجيا، وفهم كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يشكّل هذا المستقبل، ومن خلال هذا البحث، نسعى إلى فتح حوار حول العلاقة بين الإنسان والآلة في مجال الإبداع، وتحديد دور كل منهما في تشكيل مستقبل الأدب.