الصورةُ السمعيةُ في شعرِ شهابِ الدِّين التلعفريّ (ت 675هـ)
الملخص
الصورةُ السمعيةُ بناءٌ حسيٌّ جماليٌّ يعتمدُ على حاسةِ السمعِ؛ لتشكيلِ مساحةٍ حسيةٍ من بالأصواتِ الصادرةِ عن الكائناتِ الحيةِ في عالمِ الوجودِ, أو الظواهرِ الطبيعيةِ والفلكيةٍ, أو الموجوداتِ والمصنوعاتِ البشريةِ. وتتمثلُ وظيفتُها الأساسيةُ في نقلِ الأحاسيسِ والأفكارِ إلى المتلقي بالأذنِ الصاغيةِ الواعيةِ بالسياقاتِ والتراكيبِ اللغويةِ ، التي تتميز بقدرتها على تقبلِ الأصواتِ في الظروفِ المختلفةِ, والأوقاتِ المُتباينةِ. ويشتركُ الصوتُ مع الخيالِ في إيصالِ الفكرةِ والرؤيةِ والصورةِ والدلالةِ إلى المُتلقي، إذ يوظفُ الشاعرُ أصواتَ الألفاظِ وإيقاعَها ؛ لرسم صورٍ سمعيةٍ تعبرُ عن عواطفهِ وتجربتهِ, وتتفاوتُ قوةُ الصورةِ السمعيةِ قياسًا على شدةِ الصوتِ ومصدرهِ وتأثيرهِ في النفسِ، وتتشكلُ من علاقةٍ ترابطيةٍ بين ألفاظٍ موحيةٍ بالصوت, أو إيقاعٍ يُحاكي المعنى؛ ولا يُعدّ الصوتُ الذي لا يحملُ دلالةً أو قيمةً أو إشارةً صورةً سمعيةً؛ لأنه مجموعةُ أصواتٍ لا تحملُ أقيامًا موضوعيةً تخدمُ المعنى, وتُعززُ التجربةَ الجمالية.لقد أدركَ الشاعرُ شهاب الدين التلعفري( ت675ه) قيمةَ الصورةِ السمعيةِ بوصفها تعبيرًا عن الصوتِ الدلاليِّ ذي البعدِ الإنسانيِّ والموضوعيِّ، فوظّفها توظيفًا قصديًّا يتناسبُ مع الموضوعِ الشعريِّ. وبرزَ صوتُ الأنا في شعرهِ بضميرِ المتكلمِ وياء النسبة، واستعمالِ أفعالٍ تعززُ الحضورَ السمعيَّ. وصوّرَ المرأةَ بمتعلقاتِها بوصفها حضورًا منطوقًا وصائتًا، وجسّد شخصيةَ الأمراءِ والوزراء والقادة بصورٍ سمعية تصدرُ عنهم أو يستمعون إليها, أو يتحركونَ في عالمها. واستلهمَ أصواتَ الطبيعة؛ لتفعيلِ تأثيرها الحسيِّ في شعره، بما يعكسُ وعيَه بقيمةِ الصوتِ في البناءِ الجماليِّ للصورةِ السمعيةِ