حركيةُ النقد, وشعريةُ النصِّ

إنَّ الخطابَ النقديَّ  في سياقاتِه التأويليةِ  والسرديةِ تصوراتٌ ذهنيةٌ معرفيةٌ تتحوَّلُ بالنسقِ الفكريِّ المتفاعلِ إلى مَنهجياتٍ تطبيقيةٍ تحليليةٍ تستندُ إلى مرجعياتٍ فلسفيةٍ وثقافيةٍ , وأدواتٍ لغويةٍ تشريحيةٍ, وآلياتٍ تأويليةٍ تستقرُّ في (علم النصِّ) نظريةً ومَنهجًا وإجراءً تطبيقيًّا في سياقِ التماسُكِ والانسجامِ والاتساقِ النصيِّ الذي يُوظِّفُ الأنساقَ توظيفًا متلاحمًا ومتجاورًا ومُتعاقبًا؛ للكشفِ عن مجازيةِ التراكيبِ, وجمالياتِ التصويرِ؛ ويقتنصُ  بكفاءةٍ ودرايةٍ الروابطَ والإحالاتِ وصولاً إلى التفاعُلِ النسقيِّ في الخطابِ النصي المُتسلسلِ؛ إذ يستقطبُ  التشكيلُ الجماليُّ  بتراكيبِه المتلاحقةِ والمُتعاقبةِ النسقَ الثقافيَّ بروافدهِ ومُغذياتهِ ؛ ويحتويهِ؛ فيتمظهرُ الثقافيُّ في الجماليِّ في سياقٍ تتسقُ فيه الأفكارُ والموضوعاتُ لبناءِ نموذجٍ لُغويٍّ مُتكاملٍ يتحققُ في خطابِ ( النصِّ)؛ فيستحضرُ النقدُ  بمنهجياتِه ونظرياتهِ وفلسفاتهِ الأدواتِ الإجرائيةَ, والآلياتِ التفسيريةَ التي يُحاورُ بها النصَّ, ويغوصُ في أنساقِه الطافيةِ والخافيةِ بوصفِه وجودًا لغويًّا موضوعيًّا ناضجًا برؤيةٍ وحدثٍ وموقفٍ من الإنسانِ والوجودِ والعالمِ؛ لأنَّ قراءةَ ( النصِّ) كتابةٌ سرديةٌ كشفيةٌ  نقديةٌ عن كتابةٍ نصيةٍ أدبيةٍ- إبداعيةٍ, وقراءةٌ واعيةٌ إنتاجيةٌ تفتحُ آفاقَ السياقاتِ النصيةِ لبناءِ الوعي القرائيِّ والمعرفةِ التراكميةِ؛ إذ يتصلُ  خطابُ (النصِّ) الجماليُّ بحقولٍ تعبيريةٍ, وأنماطٍ لغويةٍ تواصليةٍ مُتنوِّعةٍ تحتويها أصعدتُه وتمفصلاتُه الجزئيةُ والكليةُ التي تحملُ قيمًا معرفيةً وجماليةً وأدبيةً؛ وصولًا إلى تأريخانيةٍ مُتموضِعةٍ في النظامِ التركيبيِّ, والنسقِ الثقافيِّ, والسياقِ الدلاليِّ- النصيِّ الذي يمنحُ الخطابَ النقديَّ مسافةً تأويليةً تغادرُ القيودَ, وتنتهجُ الحركةَ في الفكرِ والسردِ واللغةِ.