الهوية الشعرية بين الجاهلية والإسلام -شعر المخضرمين أنموذجاً-

الهوية تعني عادة جملة الخصائص التي يتميز بها وجود شخص أو جماعة ما. ومما لاشك فيه ان مفهوم الهوية اصبح ينطلق من مبدأ تمييز الانسان سواء أكان ذاتاً لها انفعالاتها أو تعاملاتها مع الاخر، ام كانت جماعة منسجمة أو متفقة في عناصر هي بمثابة الهوية كالزمان والمكان والوجدان والفكر والثقافة. ولما كانت الهوية شيئاً يدرك ويبنى بالتدريج ، فإنه من الواجب التمييز بين الهويات التي ينتمي إليها الفرد بين وقت واخر بسبب التطورات الفكرية والعقيدية التي يشهدها الانسان فتحول هويته إلى هوية جديدة نتيجة التزامه بهذه التطورات، أو ان يكون بعيداً عن هذه التطورات فيتمسك بهويته الاصلية.ومما لا جدال فيه ان الادب يتأثر بهذه التطورات والتغيرات الفكرية، وهذا ما سيظهره البحث. إذ اعتمدنا في بحنا على اتجاهين ظهرا في شعر عصر صدر الإسلام ، الاتجاه الأول: الشعر الذي انصهر أصحابه في الهوية الجديدة (الهوية الإسلامية) وعبروا عنها بأشعارهم. اما الاتجاه الثاني: شعر الشعراء الذين اسلموا لكنهم لم يتشربوا الإسلام فلم يظهر تأثيره في نفوسهم ولا في اشعارهم ، بل بقيت قصائدهم بشكلها الجاهلي فكراً وتعبيراً.