اعتراضات الآثاري (ت828هـ) على ابن مالك (ت672هـ) - عرض ودراسة

إذا انطلقنا من مقولة أنّ للنحو العربي هرمين كبيرين هما الكتاب لسيبويه(ت180هـ) والألفية لابن مالك(ت672هـ) ، نجد أنّ النحو العربي قائم على ركيزتين أساسيتين ، هذان الهرمان كانا عرضة للنقد والاعتراض والرد فانبرى نفرٌ من النحاة لنقد هذه الكتب وكان من بينهم شعبان الآثاري(ت828هـ) ، والآثاري هذا صاحب ألفيّة في النحو سمّها (كفاية الغلام في إعراب الكلام)، وقد قال في مطلعها ( ): فَائِقَةٌ بِأَوضح المَسَالِك عَنِ ابْنِ مُعْطٍ وَعَنِ ابْنِ مَالِكِوكان ابن مالك من قبل قد قال في مطلع ألفيته ( ): وَتَقْتَضِي رِضًا بِغَيْرِ سُخْط فَائِقَةً أَلْفِيَّةَ ابْنِ مُعْطِثم جاء السيوطي (ت911هـ) من بعدهما ليقول في ألفيته ( ): فَائِقَةٌ أَلْفِيَّةَ ابْنِ مَالِك لِكَوْنِهَا وَاضِحَةَ المَسَالِكِيتضح ممّا سبق أنّ ناظمي الألفيات قد وضعوا في ذهنهم ألفية ابن مالك كنموذج في التأليف النظمي ، فحاولوا محاكاتها والتفوق عليها والنظم على غرارها ، فكانت عرضة للاعتراض والنقد والتصويب ، والآثاري الذي قال عنه ابن حجر: كان شديد الإعجاب بنظمه ، لا يظنُ أنّ أحداً يقدر على نظيره ( ) وله كتاب اسمه (تصحيح الخلاصة)( ) كان من أبرز من صوّب سهام اعتراضاته ونقده على ألفية ابن مالك . وتكمن أهمية هذا البحث في كونه يتحدث عن عالمين جليلين هما ابن مالك صاحب التصانيف المهمة في بابها والآثاري العالم الجليل الذي لم يحصل على ما يستحقه من دراسات على الرغم من غزارة التأليف عنده ونظمه الألفيات في علوم العربية المختلفة ونقده اللاذع للنحويين من قبله ومن بينهم ابن مالك فجاءت هذه الدراسة لتسليط الضوء على تلك الاعتراضات ومعاينة الطاقة النقدية التي يمتلكها الآثاري. ويتضمن البحث المسائل الآتية. أوّلاً: وضع موجز عن حياة شعبان الآثاري . ثانياً: وضع مدخل للاعتراض في اللغة و الاصطلاح . ثالثاً: المصطلحات التي استخدمها الآثاري في الاعتراض على ابن مالك . رابعاً: الأسس التي استعملها في اعتراضه