معالجة النفايات والأوساخ في العصر العباسي في العراق (١٣٢ _ ٦٥٦ هـ )
الملخص
تهدف الدراسة إلى بيان أهمية النظافة في الدين الإسلامي، والبحث في التأثير الذي تركته تشريعات وأحكام الشريعة الإسلامية في الحكّام أثناء تأسيس المدن الجديدة في العصر العباسي، الذي امتدّ من (١٣٢هـ _ ٦٥٦هـ/ 750م- 1258م) والمعايير التي اعتمد عليها خلفاء الدولة العباسية في تأسيس مدنهم، ولا سيما مدينتي (بغداد وسامراء) على اعتبار أنهما عاصمتا الخلافة العباسية خلال العصور المختلفة للدولة، والوقوف على السياسة العباسية للمدن من حيث تصميمها، وأهمية اختيار الموقع الملائم، واهتمامهم بموضوع النظافة في المدن، وندرس أهم الأدوات والطرق التي استخدمها العباسيون للتخلص من المخلفات الناتجة عن المنازل أو الأسواق، أو المخلفات الزراعية، وقد توصل الباحث إلى عدد من النتائج كان من أبرزها؛ إظهار الخلفاء العباسيين عناية كبيرة بالنظافة العامّة فأنشأوا الحمامات في المدن التي بنوها، وارتبطت وظيفة الحمامات العامّة بدعوة الإسلام وحثّه على النظافة والطهارة، وشقّوا القنوات والترع من نهري دجلة والفرات، وحدّت عملية معالجة النفايات وتصفيتها من انتشار الأمراض في العصر العباسي، بسبب الحدّ من انتشار الحشرات والقوارض، كما أن حفر الآبار للصرف الصحي والابتعاد عن تحويل مجراها إلى الأنهار الكبيرة ساعد على تحسين المياه التي كانت تنقل من الأنهار إلى المدن عن طريق القنوات، فضلًا عن حفر آبار الصرف الصحي بعيدًا عن آبار الشرب.