جَــدلـيّـةُ الخِـلافِ حَــولَ (الجُـملةِ والكــلامِ) عِـِــنـدَ النّحويّـيـنَ القُـدامى واللَّغــويّــينَ المُحدَثـيـنَ

تَعــرِضُ هذهِ الدّراسةٌ لموضوعٍ حَظِيَ بِمساحةٍ واسِعةٍ، وعِنايةٍ فــائِـقةٍ لدى النّحويّينَ القُدامى واللّغويّينَ المُحدَثينَ؛ وذلكمُ الموضوعُ هــوَ (الجُملةُ)، فقدِ انكبُّوا عليها بَحثًا ودراسةً وتَحليلًا؛ لإماطةِ اللّثامِ عن كُنهِها، واستكناهِ خَباياها، وما يَعْـــتـــوِرُهـــا من جِـدالٍ وخِلافٍ بينَها وبينَ الكلامِ. وتـكـمـنُ أهميّةُ الدّراسةِ في أنّ (الجُملةَ والكلامَ) هُما وَسيلتا التّخاطُبِ والتّواصُلِ بينَ الناسِ، كما أنّ مَسألةَ (الجُملةِ والكلامِ) استحوذَتْ على عُـقولِ القُـدماءِ والمُحدَثين، حيثُ شَغَلَتْ أَفهامَهُم، وأعْمَلَتْ أفكارَهُم، فَتَناولوها بالبحثِ والتّحليلِ. وتَــتــبــدّى أهــدافُ الدّراسةِ في بيانِ العلاقةِ بينَ الجُملةِ والكلامِ، وبيانِ العُمومِ والخُصوصِ بينَ كِلا المصطلحينِ. وبيانِ أسبابِ انـقسامِ الجُملةِ عـندَ بعضِ العلماءِ إلى اسميّةٍ، وفِعليّةٍ، وشَرطيّةٍ، وظَرفيّةٍ. وكشفـتِ الدّراسةُ ـــــــ في النّهايـةِ ـــــــ أنّ الجملةَ ثُــنـائـيّةُ التّــقسيمِ (اسميّةٌ وفِعليّةٌ)، وأنّ القائِلينَ بـوجودِ الجُملتينِ: الشّرطيّةِ والظّرفيّةِ، إنّما هُما ـــــ في أصلِهِما وحَقيقتِهِما وبِنيتِهما العَميقةِ ـــــ اسميّةٌ وفِعليّةٌ. وتـوصي الدّراسةُ ــــــ في نِهايةِ المشوارـــــ بِضرورةِ إجراءِ بُحوثٍ ودراساتٍ إضافيّةٍ، تَحـقـيـقًـــا للفائـــدةِ، وزيادةً للمعـرفةِ، والفَهمِ العميقِ لكلٍّ منَ الجملةِ والكلام