بلاغة الخطاب النثري دراسة في المؤثرات البلاغية والأسلوبية والدلالية

تعد الدراسات التي تهتم بدراسة الخطاب الأدبي, من الدراسات ذات التوجه الحديث, التي لا تنظر إلى الخطاب على انه اجزاء متناثرة, بل بوصفه كلا متكاملا مترابطا ومتفاعلا, وان كانت طبيعة هذه الدراسات تفرض على الباحث ان يقوم بتجزئة الخطاب إلى سلسلة من المقاطع والأنساق, بغية الكشف عن   المؤثرات الجمالية, والقوانين اللغوية التي تضافرت على انتاجه تركيبيا ودلاليا.
ومن هنا تعد دراسة بلاغة الخطاب الأدبي دراسة موضوعية وعلمية لقوانين انتاجه, التي لها القدرة على الابلاغ والتوصيل من خلال تشخيص المؤثرات البلاغية والأسلوبية المنتجة لهذ الخطاب.
 ولابد لدراسة بلاغة خطاب اشكال النثر الفني, المتمثلة بالخطب والرسائل والوصايا والمحاورات والتوقيعات والاقوال, من تناول بعض العلوم التي تؤسس بلاغة الخطاب الكامنة في حقلي البيان والبديع, فضلا عن بعض المقاييس الأسلوبية, التي تنسجم وطبيعة هذه العناصر البلاغية, على ان المحور الدلالي ونعني به قدرة النص على توليد المعاني الكامنة سواء ما يفهم من الجملة ام ما يفهم من النص, سيكون حاضرا في مجمل تشخيصنا لعناصر هذين المحورين البلاغيين , من خلال الفحص والمعاينة لأشكال الخطاب النثري الناتجة عن تضافر سلسلة من الاليات والعناصر البلاغية والأسلوبية والدلالية.