تقانات المیتاسرد قراءة فی روایة (اولاد الغیتو _ اسمی ادم) لألیاس خوری

لم تعد الروایة جهداً أدبیاً خالصاً أو مشروعاً فردیاً صغیرا منعزلا ومخجلا بل أضحت تکوین أنسانی أبداعی معرفی کلی متعدد المصادر متنوع الثقافات واللغات والأسالیب ، إنها فن کرنفالی مبتکر للتقانات متحول ، متجدد ، تقانات تمیزها من جانب وتمدها بأصول ومرتکزات وتحولات وسیاقات معرفیة وإنسانیة وفلسفیة من جانب آخر وذلک لانفتاحها على الکشوفات العلمیة والنفسیة المتغیرة والتداخل والتمازج الذی وسمها مع بقیة الأجناس والفنون والآداب ... الروایة دائبة الحرکة لها شکلا کشکل الحیاة ، حیویة خلاقة ومتشکلة بوجوه جدیدة ، دائمة البحث عن معنى یفسر الحیاة وأهمیة تفسر وتشکل الوجود من جدید إن محاولة الخضوع والتفکیر بمنطق النص العصی ومفترقاته وتفاصیله مسألة تبدو أکثر تعقیدا ولاسیما حینما یتعلق الأمر بنص کروایة ( اولاد الغیتو- اسمی آدم ) ذلک النص الذی یأبى أن إلا أن یخالف الجمالیات الروائیة والتقنیات السردیة المألوفة وینأ ى بها بعیدا متطلعا وشغوفاً نحو تقانات مفارقة للمعتاد ومتجهه صوب ( المیتا سرد ) تلک اللعبة الکتابیة والتشخیص المتعمد لفعالیة الکتابة .. تلک النزعة الجمالیة التی ما فتئت تحاور المنطق السردی وترواغه وتسعى نحو استنطاق مقولاته واستخلاص دلالاته الجمالیة والمعرفیة والفلسفیة والتاریخیة .. هذه السمة / النزعة تمثل الخاصیة التی انشغلت وتشاغلت بها وتراکمت على سفوحها وبین اودیتها نصوص روائیة عربیة ابداعیة جدیدة تنظیراً وتطبیقاً ، هذا فضلا عن انشغال النقد / النظریة بطروحاتها فأتجه صوب قراءتها وتفحصها وبیان تمثلاتها واجراءاتها وتقاناتها ووظائفها التی مایزت وتمیزت بها عن غیرها من النصوص .