الآثار المترتبة على الزواج الصوري -دراسة مقارنة-

الحمد لله والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد (صلى الله عليه وسلم) وبعد:إن مسألة البحث في موضوع (الاثار المترتبة على الزواج الصوري) تعد من المسائل المهمة نظراً لحداثة الموضوع وبالمقابل اتساعه إذ ان الزواج الصوري لم يعد وجوده مقتصراً في بلاد الغرب بس اتسع نطاقه حتى وصل الى الدول العربية .وبما ان الزواج الصوري هو عقد بين طرفين لذا فإنه سيرتب اثارا تتعلق بالزوجين او قد تتعدى الى الغير، وهذه الاثار اما ان تكون اثاراً مالية وقد يرتب هذا الزواج اثاراً غير مالية ايضاً.وتمثل الاثار المالية بالمهر والنفقة والتوارث بين الزوجين، اما الاثار غير المالية فمتمثلة بحل استمتاع كلا الزوجين بالآخر، والمساكنة والنسب والعدة.فبالنسبة للمهر هو حق للزوجة وواجب يقع على عاتق الزوج يتوجب عليه الايفاء به للزوجة، وقد اختلف الفقهاء في حال وجود مهرين في حال الزواج الصوري المهر الحقيقي (مهر السر) ومهر علني (مهر صوري) فمنهم من ذكر يؤخذ بمهر السر والبعض ذهب الى ان المهر المعلن اي الصوري هو الذي  يعتد به عند المطالبة بالمهر.كما تعد النفقة احد الاثار المالية المترتبة على الزواج الا ان الاختلاف ظهر في سبب استحقاق الزوجة للنفقة المذهب فذهب جمهور الفقهاء  إلى أن سبب استحقاق النفقة الزوجية هو التمكين التام لا العقد، وبه ذهب الجعفرية اذ ذكروا ان النفقة تجب بالتمكين لا بمجرد العقد الصحيح على الزوج.  بينما ذهب الحنفية الى ان سبب استحقاق النفقة الزوجية هو العقد الصحيح والاحتباس، فليس سببها العقد الصحيح فحسب كما هو الحال في المهر بل لابد من العقد الصحيح من شرط الاحتباس لمنفعة الزوج طبقا للقاعدة الشرعية " كل من حبس لمصلحة غيره ومنفعته فنفقته واجبة على من كان حبسه لمصلحته ومنفعته " لذلك ان الزوجة اذا كانت محبوسة لحق زوجها ومنفعته ولو لم تنتقل الى بيته اذا لم يطلبها للانتقال اليه فإنها تستحق النفقة بمجرد العقد.وقد ذهب الظاهرية الى ان سبب استحقاق النفقة هو عقد الزواج فيجب للزوجة على زوجها النفقة من حين عقد الزواج دعا الى البناء ام لم يدع، ناشزا كانت او غير ناشز غنية كانت او فقيرة ذات اب كانت او يتيمة بكرا او ثيبا حرة او امة .كما يعد التوارث بين الزوجين احد الاثار المترتبة على الزواج الصوري ويأخذ بذات الاحكام المترتبة على الزواج الصحيح.اما بالنسبة للآثار الغير مالية والمتمثلة باستمتاع كل من الزوجين بالآخر اذ يعد احد الاثار المهمة للزواج الصحيح لأنه يعد الغاية او الهدف المرجوة من الزواج الا انه من خلال بحثنا في الزواج الصوري لم نجد هذه الغاية فيه اذ ان الهدف من الزواج الصوري هو تحقيق غايات دنيوية فقط.اما الاثر الثاني من الاثار غير المالية للزواج الصوري فهو النسب، اذ يعد النسب أول ثمـرة مـن ثمرات الزواج، فالحمل والولادة من النتائج الطبيعية والشرعية للعلاقة الزوجية التي تربط كلا من الرجل والمرأة برباط الألفة والمودة والرحمة، وتزداد هذه الرابطة قوة ومتانة بالولد الذي هو ثمرة الزواج .وتعد المساكنة الشرعية ايضا من الاثار الغير مالية للزواج الصوري، فلتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية من الزواج، ولضمان استقرار الأسرة واستمرارها، لا بد من المساكنة الشرعية بين الزوجين، بمعنى أنه لا بد أن يكون هناك مسكن يجتمع فيه كلا الزوجين مع ما يقتضيه هذا الاجتماع الشرعي من القيام بحقوق الزوجية. وبمـا أنـه لا بد من توفير سكن للزوجين، فإن تأمين مسكن الزوجية من حقوق الزوجة علـى الـزوج .اما الاثر الاخير من الاثار الغير مالية للزواج فهو العدة، اذ تعد من اهم الاثار غير المالية للزواج وهي من التزامات الزوجة وحقوق الله فلا يجوز الاتفاق على نفيها او التنازل عنها، فتجب العدة على الزوجة في حال الطلاق او وفاة الزوج الا ان الزوجة لا تعتد اذا لم يتم الدخول الا في حالة الوفاة فالعدة واجبة عليها سواء قبل الدخول او بعده .