مدرسة بغداد الفلكية وفلكيي الموصل خلال العصر العباسي (أبو صقر القبيصي نموذجاً)

يهدف هذا البحث على تسليط الضوء على مدرسة بغداد الفلكية وأهميتها ودور علماءها الرائدة في تطور وتقدم علم الفلك (الهيئة) وعلم أحكام النجوم وتأثيرها على بقية المدن والحواضر الإسلامية، ومنها علماء مدينة الموصل؛ الذين برزوا في شتى ميادين العلوم والمعارف والاَداب ومنها علم الفلك والرياضيات، وفي هذا البحث محاولة لابراز دور أحد هؤلاء العلماء في مجال علم الفلك، وهو أبو صقر القبيصي (ت380 هـ/990م)، الذي تأثر بأراء وأفكار مدرسة بغداد الفلكية، حيث قام بترجمة ما فيها من كتب عن الفلك اليوناني، ودراسة تلك الكتب وفهمها واستيعابها ونقدها وإضافة الجديد إليها، ووفق منهج خاص به تضمن الجانبين النظري والتجريبي (الرصدي) للوصول الى نتائج جديدة مغايرة للذين سبقوه في هذا المجال.
        ومن هذا المنطلق جاء الهدف من هذا البحث تناول سيرة القبيصي واَرائه الفلكية ومدى تأثره بمدرسة بغداد من خلال دراسة مصنفاته المتعددة في علم الفلك، كما ان البحث محاولة للتعرف على المستوى الذي وصل إليه علم الفلك في مدينة الموصل، والاتجاه الذي سلكه القبيصي في مؤلفاته؛ الذي حاول فيها قدر الامكان اثبات الحقائق العلمية الفلكية عن طريق التجربة ومن غير الاعتماد على غيره، ومن جانب آخر الدراسة محاولة للوصول الى صورة واضحة عن عقلية القبيصي المتميزة ليكَّون باباً أمام الباحثين لدراسة علمية أعمق لنتاجه الفكري، وإن تلك الدراسات ستسفر حتماً عن حقائق علمية نادرة وجريئة في علم الفلك، لأنه من الواضح أنه له أراء وأفكار ونظريات راسخة في هذا العلم.