الأفعال الكلامية في آيات البيع في القرآن الكريم - دراسة تداولية
الملخص
القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع الذي يحكم الحقوق والالتزامات ، من هنا أردنا أن نطبق منهجاً لغوياً حديث يُعنى بالاستعمال اللغوي وعلاقتهِ بالسياق أثناء عملية التخاطب، ويولي المقام اهتماماً أساسياً في تفسير اللغة، ويهتم بالمعنى الذي يقصدهُ المرسل ويفهمهُ المرسل إليهٍ، وكيف للكلام أنْ يعني أكثر مما يُقال، وكيف للكلام أن ينجز بمجرد النطق به حقًا أو التزامًا اعتماداً على ظروف وملابسات الخطاب، وهذا المنهج هو ما يسمى (المنهج اللساني) والذي يرى في نظرية الأفعال الكلامية أحد أهم المرتكزات التي تقوم عليها التداولية. ويعد البيع من أكثر المعاملات انتشارًا في التعاملات اليومية بوصفه أحد موجبات الحقوق والالتزامات ويحتاج إلى مشاركين يمثلون أطراف العقد ومضموناً محدداً إما العمل نفسه أو تبعات العمل، وهذه العلاقة بين الأطراف علاقة اجتماعية تحكمها أعراف مجتمعية متواضع عليها مثل التزام البائع بتسليم المبيع والتزام المشتري بتسليم الثمن ويشكل كل واحد منهما محطًا للحق وتمثل هذه العلاقة علاقة استبدالية تبدأ حين انعقاد العقد وهو لحظة النطق بالإيجاب والقبول متى توافرت بقية الشروط ( ). فيكون اللفظ معتبرًا في إنشاء الحق بل هو الركن الأساسي فيه .