أثر الوقف والابتداء في الجهة (Aspect) ودلالاتها اللِّسانيَّة
الملخص
يُعَدُّ علم الوقف والابتداء أحد الأبواب المُهمَّة التي أولاها علماء القراءة والتَّجويد اهتماماً كبيراً، لما له من ارتباطٍ وثيقٍ بدلالات الآيات القرآنيَّة؛ إذ إنَّ الوقف في موضعٍ ما، والابتداء بآخرَ، له أثره في تحديد المعنى؛ ولذا توجَّب على قارئ القرآن أن ينال حظَّاً وافراً من المعرفة به؛ لضمان القراءة بإحكام وإتقان، وتجنُّب اللَّحن والخطأ في أثناء القراءة، ولعلَّ إتقان الوقف والابتداء يتطلَّب إحاطة جيَّدة بعلوم التَّفسير وأسباب النزول، وعدّ الآي، والرَّسم العثماني، واللُّغة، والنَّحو، والبلاغة، وغيرها، فكلُّ هذا العلوم وسائل تُمكِّنُ القارئ من معرفة المواضع التي يجب، أو يجوز، أو يُستحسن الوقفُ عندها، فضلاً عن معرفة ما يَقبُحُ، أو يَمتنِعُ الوقفُ عنده، وكذلك الابتداءُ بالجمل التي لا تُخِلُّ بالمعنى، ولا تُغيِّرُ مقاصده.وإِذْ تَحمِلُ لسانيَّاتُ الجهة في طيَّاتِها دلالاتٍ جِهيَّةً، فإنَّ للوقف والابتداء أثراً في توليد تلك الدَّلالات، أو تغيُّرها، بناءً على الموضعِ الذي يُوقَفُ عنده، والذي يُبتدَأ به، ولذا تأتي هذا الورقة البحثيَّة هادفةً إلى البحث عن ذلك الأثر - الذي ينتج عن أحكام الوقف والابتداء – في مفهوم الجهة ودلالاته اللِّسانيَّة، وسنُقسِّمها على مبحثين: الأول سنتحدث فيه عن مفهوم الجهة بوصفه مفهوماً لِسانيَّاً، فيما سيكون المبحث الثاني لبيان الأثر الذي يؤدِّيه الوقف والابتداء في المعاني الجِهيَّة.