دور المراكز البحثية في نشر ثقافة الوسطية للحد من الانحرافات السلوكية
الملخص
تعد المراكز البحثية Researches Center من اهم الوسائل التي تعنى باجراء الدراسات المتخصصة في تطويرنمط الحياة لدول العالم المختلفة، بعد ان برزت سلسلة من التحديات التي عصفت بمختلف المجتمعات حول العالم لا سيما المجتمعات الشرقية وتحديدا المحلية منها. وقد تم ملاحظة انتشارالمشكلات بين مختلف الثقافات المجتمعية خاصة بعد تسلل ثقافة العنف والارهاب Violence and Terrorism Cultureوما أفرزته من تفكك في طبيعة النسيج الاجتماعي والتي تم التوجه عللا اثرها بضرورة الاهتمام بتعريف أسباب المشكلات التي تواجه المجتمع بمختلف فئاته العمرية بقصد البحث عن أفضل الوسائل اللازم اتباعها لمعالجتها، مما أدى الى ظهور توجهات بحثية عالمية وعربية حثيثة في هذا المجال ركزت في بداياتها على المشكلات العقائدية فقط، ومن خلال النتائج التي توصلت لها دراسات المراكز البحثية تبين ان سبب هذه المشكلات لا يقتصر على الثقافة العقائدية فقط بل يتعداه لأسباب اخرى تختلف بحسب الثقافة المكتسبة لكل فرد من افراد المجتمع من جهة واجمالي الثقافة المهيمنة على كل المجتمع من جهة اخرى مما يجعل المجتمعات بحاجة الى المزيد من البحث والتقصي للوقوف على اسبابها وتعريفها، لبيان اثرها السلبي على المكان من جهة وعلى نمط سلوكيات المجتمع الشاغل لذلك المكان، وعلى ضوء ذلك توصلت البحوث الى فكرة مفادها ضرورة الانتقال بالمجتمعات نحو ما اطلق عليه بالثقافة الوسطية Mediocrity Culture اللازمة لنشر ثقافة الوسطية للحد من الانحرافات السلوكية والتحول بالمجتمع الى نمط الحياة الآمنة والأكثر ايجابية . لقد شكّل غِياب ألمعرفَة ألواضحة ألتي تُمكن من تَحديد دَور المراكز البحثية في تطوير الثقافة المجتمعية وألتي تُستَخلَص على ضَوئِها المؤشرات أللازِمَة لبلوغ تلك الغاية - مُشكِلَة البحث الرَئيسيّة. ونَجَم ذلِك عن النقص المعرفي وقلّة ألدِراسات ألمَحليّة ألتي تَعنى بالبحث عن طَبيعة العلاقة ألرابطة بين (دور المراكز البحثية والحد من الانحرافات السلوكية)، مما يستَدعي اعتماد السياقية العالَميّة لِغَرض ألإفادَة منها على ألمُستَويات ألمحليّة، وعلى ضَوء تلك ألمُشكلَة حُدِدَ ألهَدَف ألَرئيسي للبحث في أهميّة توظيف مفهوم الثقافة الوسطية في توفير ألمَعرفَة ألمُتَكامِلة للحد من الانحرافات السلوكية وبِما يَتَلائَم ومُتَطَلبات المجتمعات المحلية واستخلاص المؤشرات التي تساهم في تحقيق الهدف. وقَد تَطَلب تحقيق الهدف بِناء الإطار ألنظَري ألمُتكامل والذي على ضَوئِه طُرِحَت فَرَضيّة البحث ألرئيسَية .وفي ضوء ذلك تمّ بِناء هَيكل البحث ألذي يتضمن فصلين: خُصِصَ (الفصل الاوّل) لتأسيس قاعدة معلوماتية خاصة بنشر ثقافة الوسطية من خلال ثلاثة محاور: يعنى المحور الأول منها بدراسة الثقافة الوسطية بوصفها (فعل فطري - طبيعي) بقصد استثمار القدرات الفطرية لأفراد المجتمع وتحويلها الى (رد فعل تربوي - ابتكاري). في حين يعنى المحور الثاني بدراسة الثقافة الوسطية بوصفها (انموذج للعطاء) بقصد توظيف ثقافة المجتمع في صياغة معايير متخصصة تعنى بالوسطية كنتاج ثقافي قابل للاستهلاك من خلال التربية به وتطوير نمط الحياة الاجتماعية. في حين تخصص المحور الثالث بدراسة الثقافة الوسطية بوصفها (رد فعل للحد من الانحرافات السلوكية) بقصد خلق مفهوم الشراكة وابداء الرأي بين مختلف الثقافات للتحوّل بنمط الحياة الاجتماعية من نمط الانحرافات السلوكية الى النمط الصالح للحياة الحاضرة – الآنية اما(الفصل الثاني) فقد تخصص بالاستنتاجات والتوصيات التي خلص اليها البحث مع بيان المؤشرات الخاصة بإيجاد الحلول ألمُلائِمَة للانتقال بالمجتمعات الى الثقافة الوسطية الافضل والاكثر مُلائِمَة للمجتمعات الحالية