الثابت والمتغير في العلاقات التركية – الروسية وأثره على واقع العلاقة بين تركيا ودول الجوار الاقليمي (2002 – 2016)- دراسة تاريخية

منذ وصول حزب العدالة والتنمية الى سدة الحكم في تركيا عام 2002 ، لعب هذا الحزب دور اقليمي مؤثر ودخل في تحالفات عدة مع قوى دولية واقليمية ، إذ أن المرتكزات الجديدة للسياسة الخارجية التركية التي جاءت مع وصول حزب العدالة والتنمية كانت لها نتائج ورؤية واسعة للتحولات الخارجية والداخلية ، ومن هذه الدول روسيا . فبعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 ، وصعوداً من هذا العام ، شهدت هذه الفترة تطوراً واسعاً وكبيراً في العلاقات التركية الروسية ، ولا سيما بعد رفض الاتحاد الاوربي طلب تركيا في الانضمام له . إذ سعت تركيا من جانبها الى تحسين علاقاتها مع روسيا الجديدة والجمهوريات السوفيتية السابقة .ومن هذا المنطلق ، تسلط الدراسة الضوء على الثوابت والمتغيرات في العلاقات الثنائية بين الدولتين منذ عام 2002 ، بعد محاولة حزب العدالة والتنمية إعادة صياغة مرتكزات السياسة الداخلية والخارجية ، استناداً الى التعامل مع العديد من القضايا ، سواء منها على المستوى الداخلي أو الخارجي مع روسيا ، في ظل إرث النزاع والمواجهة والتنافس المستمر فيما بينهم على النفوذ منذ قرون ، بعد أن شكلت المتغيرات السياسية والظروف الاقتصادية التي شهدتها الدولتان منذ مطلع القرن الحالي لإعادة النظر في طبيعة علاقاتها السابقة ، فبوصفهما دولتين كبيرتين متجاورتين ، تتبنيان استراتيجية جديدة لاستعادة الدور الفاعل على الساحة الدولية، فقد تطلب ذلك تطوير وتحسين علاقاتهما ، بسبب زيادة المصالح المتبادلة بينهما وتنوعها . وقد انتهت الدراسة بعام 2016 ، وهو العام الذي تبنى به حزب العدالة والتنمية نظرية تصفير المشاكل مع دول الجوار ، بسبب تصارع الاحداث في منطقة الشرق الاوسط وثورات الربيع العربي .