التربية الجمالية وآثارها الإيجابية

تنطلق هذه الدراسة من قناعة مفادها أنّ الفنّ لا يمكن أن ينعزل عن المجتمع, تأثيراً وتأثّراً, مهما كانت منطلقات الفنّان؛ لكونه - الفنّ - لصيقاً بالذات الإنسانية, فهو يعبّر عن ميوله وطموحه وتساؤلاته وجدله مع الوجود والواقع, وبالتالي يعبّر عن ميول المجتمع وطموحه وتساؤلاته وجدله أيضاً. وهذه القناعة كانت المرتكز الذي بنينا عليه دراستنا عن موضوع (التربية الجمالية وآثارها الإيجابية). فهي دراسة نظرية تسعى إلى بيان أهمية الجمال والجميل وآثارهما في شخصية المتلقّي وأفكاره وسلوكه. إذ حاولنا أن نبيّن أولاً مفهوم كلّ من (التربية) و (الجمال) ليتكون لدينا تصوّر عن موضوع الدراسة بشكل مفصّل؛ لكون مصطلح (التربية الجمالية) مركّب من تقارب مشغلين معرفيّين هما: التربية والجمال. ثمّ بعد ذلك عرجنا إلى تكوين تعريف للتربية الجمالية نابع من المفاهيم والتعريفات التي سقناها لكل من التربية والجمال. ومن ثمّ انتقلنا إلى الجزء الثاني من العنوان, وهو بيان الآثار الإيجابية للتربية الجمالية, إذ سردنا بعضاً من هذه الآثار وبيّنا أهميّتها على مستويات عدّة: نفسية وفكرية وسلوكية ومعرفية. ثمّ ختمنا هذه الدراسة بما يؤكّد أهميّة الكتابة في مجال التربية الجمالية, بوصفها موضوعاً ثرّاً ومهمّاً.