الاستثمارات الصينية في السودان (1989- 2011)

ان الحضور الافريقي في الصين ليس بالجديد ، فهناك تاريخ طويل من التواصل بين الصين وافريقيا يعود الى اكثر من الف سنة ، وتعمق اكثر بعد الحرب العالمية الثانية وقيام جمهورية الصين الشعبية في عهد ماوتسي تونغ ، ففي سياق المد الثوري وصراع الصين الشعبية مع الغرب ، وسعيها للحصول على التأييد الدولي للحصول على العضوية الدائمة لمجلس الامن، بدلا من الصين الوطنية (تايوان)، ما دفعها لتعزيز نفوذها في القارة الأفريقية للحصول على دعم الدول الافريقية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعرفت علاقة الصين بالقارة السمراء منعطفا آخر بعد سياسة الانفتاح عام 1978، اذ تم تغليب منطق المصالح على الايديولوجية، فمع بداية صعود الاقتصاد الصيني تزايدت اهمية افريقيا كمصدر للمواد الاولية، ومصدر للطاقة للاقتصاد الصيني، وسوق لتصريف السلع ورؤوس الاموال الصينية، ونتيجة لذلك اصبحت العلاقات الصينية الافريقية اكثر اتساعاً وعمقاً ،اذ تعددت قطاعات التعاون بين البلدين في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والتجارية، لذلك وصفت هذه العلاقة بأنها شراكة استراتيجية.