شعرية النار عند تميم بن أُبي بن مقبل

تبرز ثيمة النار في شعريتها التي تخترق الحُجُب وتجتاز السبات والسكون لتضيء عوالم الروح وتنقلها الى ماورائياتها كاشفة عن عذاباتها في صوتها وصمتها، في فنائها وبقائها، في عشقها وحرمانها عبر الروح والشعر في نسقٍ متناغم يبحث عن لغته عبر أبجدية الوجود. فهي في ثباتها جامحة متحركة طامحة الى اللامتناهيات . فيها تولد الأشياء ، وفيها تحترق، فهي حر وضياء ..نور ولهب في جدلية مستمرة بين ولادة وموت ونور وعتمة . واذ نتأملها كرمزية متعددة الدلالات في شعر ابن مقبل، فقد احتلت بؤرة عميقة وحققت حضوراً خاصاً في فضاء شعره مما رشحها لتكون حاضرة غائبة وغائبة حاضرة . فهي لم تعد نار القرى او نار الطلل..الخ ، بل ابتعدت بدلالاتها وشعريتها لتكون حلماً لليقظة ورمزاً للرحيل وموطناً للدفء والألفة ونوراً للمعرفة والاستبصار . وحضرت في شعره رمزاً للحزن برمادها المتناثر ، وللحب المكتوم بجمرها المتقد.