المعجم العلمي العلاقات والمرجعية والأثر

القسم: Article
منشور
Jun 24, 2025
##editor.issues.pages##
263-295

الملخص

يتناول هذا البحث الأواصر والعلاقات الدلالية المنطقية (العموم والخصوص المطلق، والوجهي، والمساواة، والمباينة) بين المصطلحات من جهة، والمصطلحات ومدلولاتها نتيجة انتقالها من الوضع اللغوي العام إلى الاستعمال الاصطلاحي الخاص من جهة أخرى، من خلال كتب المعاجم الاصطلاحية التي ظهرت في التراث العلمي العربي الإسلامي، للوقوف على الجانب المعياري الذي يتولى عملية التوليد الاصطلاحية، وللتقليل أو الحد من ظاهرة الفوضى الاصطلاحية التي كادت تنتشر قديما، ولكن وقف المعجميون الاصطلاحيون إزاءها محاولين إبراز العلاقات المنطقية والدلالية بين تلك المصطلحات الكثيرة، من أجل ترجيح بعضها على بعض، أو الدعوة إلى تجاهل ما لا يلائم وضعه واجتراحه موضوع الدرس، مع تسليط الضوء على الوسائل المعتمدة في الدراسة، تلك الوسائل القائمة على التحليل الصرفي للصيغة الاصطلاحية والمعنى المعجمي، وعلاقة ذلك بالخصائص المشكلة للمفهوم العلمي والسياق المحيط بالمصطلح، والمفهوم الدلالي الناجم عن عملية الوضع الاصطلاحية.إن علم المصطلح الحديث معرّف وظيفيا بأنه: العلم الذي يبحث في العلاقات بين المفاهيم العلمية والألفاظ اللغوية، وقد استطاع الواضعون للمعاجم الاصطلاحية بحث المصطلحات الموضوعة، وتحديد مفاهيمها الدقيقة وبيان علاقاتها بعضها ببعض، سواء كانت العلاقات متقاربة أم متباعدة، أو مما يوحي ظاهرها اللغوي أو معناها المعجمي لأول وهلة أنها متداخلة بغيرها، أو منتمية إلى حقل اصطلاحي آخر، فعكفوا على إزالة تلك الالتباسات الحاصلة عند الاستعمال لتلك المصطلحات في مباحث العلوم والفنون المختلفة، لقد كان المعجميون الاصطلاحيون ينشدون من خلال دراسة العلاقات المنطقية والدلالية بين المصطلحات الدقة في الوضع الاصطلاحي، والوقوف على عملية التوليد الاصطلاحية، ومعرفة أسباب الوضع، والتقليل أو الحد من ظاهرة الفوضى الاصطلاحية، وإرشاد الكتّاب في الحقول العلمية المختلفة إلى ضرورة التمسك بالمصطلحات المقبولة، والشرعية في المعاجم الاصطلاحية دون غيرها.وتهدف هذه الدراسة إلى محاولة البعث لتلك الروح البحثية، المعنية بقضية العلاقات بين المصطلحات، لغرض الإفادة منها عند التأليف للمعاجم الاصطلاحية المعاصرة، وبغية تحقيق الدقة في الاجتراح الاصطلاحي، والحد من ظاهرة الفوضى الاصطلاحية التي تشهدها ساحات التأليف العلمية في الوطن العربي في العلوم كافة، والعلوم الإنسانية خاصة مع كثرة المصطلحات المترجمة الوافدة، وعمليات الوضع الاصطلاحية المتكاثرة، نتيجة العولمة الثقافية وتنوع الاطلاعات ومصادر المعرفة لدى الكتاب العرب المعاصرين، مما جعلهم يستلهمون الكثير من المصطلحات بعد قراءاتهم المكثفة، والطويلة للأعمال العالمية في مختلف حقول المعرفة الإنسانية المختلفة.

المعرفات

تنزيل هذا الملف

الإحصائيات