العادات والتقالید الجنائزیة فی الأندلس بین العرف الاجتماعی والتقلید الدینی

القسم: Research Paper
منشور
Jun 24, 2025
##editor.issues.pages##
187-211

الملخص

الموت هو النهایة الحتمیة لجمیع المخلوقات البشریة ، وهو أجل محتوم ینتظر کل نفس وهاجس یُهیمن على أذهان الناس فیُسبب الحزن فی نفوسهم ، وذلک لمفارقة شخصٍ عزیز لفظ أنفاسهِ ، وترک الدُنیا وألتحق بالرفیق الأعلى، فیبدأ الحزن والألم ، حزن الفراق وألم الوداع . والأندلسیون شأنهم شأن بقیة المجتمعات الإنسانیة انفردوا بعاداتٍ وتقالیدٍ جنائزیة میزتهم عن بقیة المجتمعات فما أنّ وطأت أقدام الفاتحین بلاد شبه الجزیرة الأیبیریة حتى راحوا ینشئون المقابر وینظمونها ویهتمون بها ، لذلک شهدت المدن الأندلسیة مقابر متعددة استوحت أسمائها من أسماء الأولیاء والصالحین وقسموها إلى : مقابرٍ عامة ومقابرٍ خاصة وأخرى خُصصت لمتوفیّ الإمراض الوبائیة . وقد شیعَ الأندلسیون موتاهم واختلفت مواکب التشییع بحسب مکانة المتوفى فأنّ کان من عامة الناس فأنَّ تشییعه کان بسیطاً ، وأنّ کان من  رجالات الدولة ، أو عالماً أو فقیهاً فکان موکبه مهیباً ، وقد شهدت المواکب الجنائزیة حضور رجال الدولة ، وکثیراً ما کان الحکام یستغلون هذهِ المناسبات للدعایة السیاسیة فی أوساط العامة التی تشهد تواضعاً منهم وتزداد تعلقاً بهم فیسیروا على أقدامهم احتراما وإجلالاً لشخصیة المتوفى وربما ذهب بعضهم راکباً وترجل أمام الجنازة، الأمر الذی أستثمره المتظلمون لعرض مظالمهم وإیصال طلباتهم ،  وتعبیراً للحزن استخدم الأندلسیون البیاض دلالة للحزن على المیت وعُرفت هذهِ العادة لدى الأندلسیین ثم انتقلت إلى بلاد المغرب الأقصى، ویبدو أنهم خالفوا ما کانَ سائداً فی بلاد المشرق حیث أنَّ لبس السواد کان تعبیراً للحزن على المیت ، کذلک نعى الأندلسیون موتاهم بقصائد شعریة غلبَ علیها طابع الحزن والألم، فانتشرت هذهِ القصائد فی المجتمع الأندلسی وحفِلت المصادر الأندلسیة بمثل هذا النوع من القصائد وظهر ما یسمى بأدب التعازی ، وقد حوت التقالید الجنائزیة فی الأندلس مشاهد لوصایا الأموات التی من خلالها یمکننا معرفة هذهِ الوصایا وإیجاز مضامینها الدینیة والجنائزیة . ولضرورة تقتضیها طبیعة  الموضوع لجأ الباحث لاستخدام المنهج التاریخی الوصفی القائم على ربط الأحداث والوقائع التاریخیة بغیة الوصول إلى نتائج یمکن الاعتماد علیها . وقد انتظمت الدراسة بمقدمة ومبحثین وخاتمة خُصص المبحث الأول لدراسة المقابر الأندلسیة مع تسلیط الضوء على نشأة هذهِ المقابر وتنظیمها ، أما المبحث الثانی فقد خُصص لدراسة العادات والتقالید الجنائزیة فی الأندلس وما رافقها من بدعٍ وطقوس خالفت الدین الإسلامی ، أما الخاتمة فقد تجسدت فیها أبرز النتائج التی توصلت إلیها الدراسة .

تنزيل هذا الملف

الإحصائيات